الامر السابع
ان حتى كالى لبيان الغاية ، غير ان بينهما فروقا :
١ ـ : ان الى تدخل على الضمائر بخلاف حتى ، وما جاء فى هذين البيتين شاذ.
اتت حتّاك تقصد كلّ فجّ |
|
٦٤٣ ترجّى منك انها لا تخيب |
فلا والله لا يلفى اناس |
|
٦٤٤ فتى حتّاك يا بن ابى زياد |
٢ ـ : ان الاكثر فى حتى دخول ما بعدها فى الحكم ، والاكثر فى الى خروج ما بعدها عنه ، ومع ذلك يتبع فى كل منهما القرينة ، ومع عدم القرينة فالكلام مجمل ، وقال ابن هشام فى المغنى تبعا لغيره : يحمل حينئذ على الاكثر ، وفيه نظر.
٣ ـ : ان حتى يؤتى بها لدفع توهم خروج مجرورها عن الحكم لكونه اشرف الافراد او الاجزاء او اخسها ، كما مر بيانه ، بخلاف الى ، فانها لا يعتبر فيها ذلك.
٤ ـ : ان حتى لا يقابلها من الابتدائية ، بخلاف الى.
٥ ـ : ان حتى تدخل على الجمل ، بخلاف الى.
٦ ـ : ان حتى تدخل على المضارع المنصوب بان المقدرة كما مر بيانه ، بخلاف الى فانها ان دخلت فلابد من لفظ ان.
٧ ـ : ان كلا منهما قد ينفرد بمحل لا يصلح للاخر ، كما تقول : كتبت الى زيد ، ولا يصح ان يقال : كتبت حتى زيد ، وتقول : قدم الحاج حتى المشاة ، ولا يصح ان يقال : قدم الحاج الى المشاة ، والمائز هو الذوق العربى.
٨ ـ : ان حتى قد تكون عاطفة كما ياتى فى المبحث الاول من المقصد الثالث بخلاف الى فان ما بعدها لا يكون الا مجرورا.
٩ ـ : قال ابن هشام فى المغنى : حتى موضوعة لافادة تقضّى الفعل قبلها شيئا فشيئا الى الغاية ، والى ليست كذلك.
اقول : هذا خطا ، لان الى تكون كثيرا لتقضى الفعل شيئا فشيئا ، نحو قولك : سرت من البيت الى السوق ، فان السير يتقضى شيئا فشيئا الى الغاية ، وكذا حتى