والبغض وما بمعناهما ، نحو زيد احب لى من عمرو ، اى زيد يحبنى حبا اشد من حب عمرو ، وكذا فلان ابغض لى من فلان ، ومثال فعل التعجب نحو ما احبه لبكر ، وما اولع خالدا للمال ، وما ابغض هذا العبد للذنب ، وان جئت بالى مكان اللام يكون مدخولها فاعلا وليست للتعدية ، نحو نبينا احب الىّ من كل خلق ، اى انى احبه اكثر من كل احد ، وهذا يختص بالحب والبغض وما بمعناهما ، واما غيرها فمثلها فى اللام لا فى الى ، نحو ما اضرب زيدا لعمرو ، وابى انصر لى من اخى ، فما بعد اللام مفعول ، واتيان هذه اللام واجب على المفعول فى اسم التفضيل وفعل التعجب وان كان مادتهما متعدية بنفسها.
المعنى السابع : الاستغاثة والندبة ، وياتى ذكرهما فى مبحث حروف النداء فى المقصد الثالث.
المعنى الثامن : التعجب ، ومر ذكرها فى المبحث الثامن عشر من المقصد الاول.
فصل
ذكروا للام معانى حروف اخرى كما فى المغنى وغيره ، نذكرها ونتكلم عليها.
الاول ، قالوا : ياتى اللام بمعنى الى ، نحو قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) ـ ٩٩ / ٤ ـ ٥ ، لان الايحاء يتعدى بالى كما فى آيات اخرى ، اقول : هذا بتضمين معنى الاذن ، اى اوحى اليها واذن لها بالاخبار ، وقوله تعالى : (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) ـ ١٣ / ٢ ، اى الى اجل مسمى ، بدليل قوله تعالى : فى آية اخرى : (كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) ـ ٣١ / ٢٩ ، اقول : ان الجرى وما بمعناه من الحركات ان لوحظ منتهاه غاية للحركة يتعدى بالى ، وان لوحظ غاية للمتحرك يتعدى باللام ، فهى للتعليل ، وقوله تعالى : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) ـ ٦ / ٢٨ ، اى الى ما نهوا عنه ، اقول : هذه اللام للتعليل ، اى لو رجعناهم الى الدنيا لكان عودهم بحسب ارادتهم للاتيان بما نهوا عنه ، وانهم لكاذبون فى قولهم :