جاءَهُمْ) ـ ٥٠ / ٥ ، بكسر اللام وتخفيف الميم ، اقول : انها للتعليل ، اى تكذيبهم للحق لانه جاءهم ، فلو لم يجئهم كانوا ساكتين ، وما مصدرية.
تنبيهات
١ ـ : دار فى السنة الباحثين ان اللام تاتى للنفع كما ان على تاتى للضرر ، نحو قوله تعالى : (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) ـ ٣١ / ١٢ ، اقول : اللام فى امثال الآية للاختصاص ، والنفع لازمه ، والكلام فى على ياتى.
٢ ـ ان ابن هشام نقل فى آخر حرف الباء ، وفى الثالث عشر من سادس المغنى ان مذهب البصريين ان احرف الجر لا ينوب بعضها عن بعض بقياس ، كما ان احرف الجزم واحرف النصب كذلك ، وما اوهم ذلك فهو عندهم اما مؤول تاويلا يقبله اللفظ ، واما على تضمين الفعل معنى فعل يتعدى بذلك الحرف ، واما على شذوذ انابة كلمة عن اخرى.
اقول : ان مذهب البصريين اصح ، بل هو الصحيح ، وقد شاهدت التاويل والتضمين وشذوذ الانابة فى هذا المبحث وفى مبحث تعدى الفعل ولزومه فى المقصد الاول.
٣ ـ : قد يحذف اللام كما فى قوله تعالى : (قالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) ـ ٧ / ١٤٠ ، اى اغير الله ابغى لكم الاها ، وقوله تعالى : (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) ـ ٨٣ / ٣ ، اى كالوا لهم ووزنوا لهم ، (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً) ـ ٣ / ٩٩ ، اى تبغون لها عوجا ، (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) ـ ٣٦ / ٣٩ ، اى قدرنا له منازل ، وفى هذه الايات وجوه اخرى مذكورة فى التفاسير ، ومن ذلك ما فى هذه الابيات.
اذا قالت حذام فانصتوها |
|
٦٤٩ فانّ القول ما قالت حذام |