فِيهِ) ـ ١٢ / ٣٢ ، اى فى حبه ، (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ) ـ ٢٤ / ١٤ ، اى فى اعمالكم ، (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ) ـ ٢ / ١٧٩ وقول على عليهالسلام : فى الذكر حياة القلوب ، فى مجاهدة النفس كمال الصلاح ، فى العزوف عن الدنيا درك النجاح ، فى كل اعتبار استبصار ، فى كل حسنة مثوبة وفى كل سيئة عقوبة ، فى القناعة الغنى وفى الحرص العنى ، فى شكر النعم دوامها وفى كفر النعم زوالها ، فى العدل اصلاح البرية وفى الجور هلاك الرعية ، فى المواعظ جلاء الصدور.
وكقوله عليهالسلام : والله لو شئت ان اخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شانه لفعلت ، ولكن اخاف ان تكفروا فىّ برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الا وانى مفضيه الى الخاصة ممن يؤمن ذلك منه ، اى اخاف ان تكفروا فى اخبارى عن الغيب الخ ، وفى الحديث : ان امراة دخلت النار فى هرّة حبستها فلم تطعمها ولم تسقها ولم ترسلها فتاكل من خشاش الارض حتى ماتت.
والقوم قالوا : فى هذه الامثلة ان فى بمعنى لام التعليل ، ولكن الوجه ما ذكرنا ، والعلية تعلم من معنى الكلام ، وفى بمعناها من الظرفية المعنوية ، وهذا يظهر من قول الزمخشرى فى تفسير قوله تعالى : (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ) ـ ٤٢ / ١١ ، اى يكثركم فى هذا التدبير الذى هو جعل الازواج ، قال الزمخشرى : فان قلت : ما معنى يذرؤكم فى هذا التدبير ، وهلا قيل يذرؤكم به بالباء السببية؟ قلت : جعل هذا التدبير كالمنبع والمعدن للبثّ والتكثير ، الاتراك تقول : فى خلق الازواج تكثير ، كما قال تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) ـ ٢ / ١٧٩ ، فمدخولها الذى هو علة للمذكور قبلها ظرف باعتبار.
تنبيه
ان مجرور فى اما ذات او حدث ، ومظروف كل منهما اما ذات او حدث ، فهذه