بكل من الحروف الثلاثة ، لان الرامى يستعين بالقوس ويجاوز سهمه عن القوس ولسهمه استعلاء على القوس.
ثم ان عن يستعمل حرفا مصدريا فى لغة بنى تميم وياتى ذكره فى المبحث الحادى عشر من المقصد الثالث ويستعمل ظرفا ، وياتى ذكره فى مبحث الظروف.
الفصل التاسع
فى معنى الكاف : وهى للتشبيه ، وهو تشريك شىء لآخر فى شىء والكلام التشبيهى يتشكل من المشبه والمشبه به واداة التشبيه ووجه الشبه ، نحو زيد كالاسد فى الجراة ، والاكثر عدم ذكر وجه الشبه ، نحو قوله تعالى : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) ـ ١٠٥ / ٥ ، (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) ـ ١٠١ / ٤ ـ ٥ ، (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ) ـ ٧٠ / ٨ ، (وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ) ـ ٦٨ / ٤٨ ، (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) ـ ٦٨ / ٣٥ ، ومر فى حرف كانّ فى المبحث الثانى من المقصد الاول بعض ما يتعلق بالتشبيه.
ثم قد تلحق بها ما الكافة فتدخل على الجمل ، نحو قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ـ ٥٨ / ٥ ، (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ) ـ ٥٨ / ١٨ ، (وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ) ـ ٢٨ / ٧٧ ، (وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ) ـ ٢ / ١٩٨ ، (قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ) ـ ٧ / ١٣٨ ، (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) ـ ٢١ / ١٠٤ ، ومن ذلك قولهم : كن كما انت ، اى كن فى الظاهر كما انت كائن فى الباطن ، وكقول الشاعر :
اخ ماجد لم يخزنى يوم مشهد |
|
٦٦٩ كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه |
والظاهر ان ما فى هذا الاسلوب مصدرية ، والتشبيه بين الفعلين ، اى كبتوا كبتا ككبت الذين من قبلهم ، ويحلفون له حلفا كحلفهم لكم ، وكذا البواقى.
ومن كلامهم كخير فى جواب كيف اصبحت ، والتقدير : اصبحت حالى كخير ،