وليس من ذلك قوله تعالى : (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) ـ ٨ / ٤٢ ، (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) ـ ٣٣ / ١٠ ، لان اسفل لم يكن مضافا حتى يكون مقطوعا عن المضاف اليه ، والفتحة نصب فى الاول على الظرفية ، وجر فى الثانى ، وعدم تنوينه لكونه غير منصرف.
ثم الاكثر فى هذه الظروف عدم التصرف ، وكونها مع من الابتدائية ، وجاءت متصرفة ، نحو قول على عليهالسلام فى وصفه تعالى : ولكان له وراء اذ وجد له امام ، اى ليس له وراء ولا امام ، والمراد بهما الزمان السابق واللاحق.
التقسيم الخامس
الظرف اما يضاف الى المفرد فقط واما الى الجملة فقط واما الى كليهما.
القسم الاول
ما يضاف من الظروف الى المفرد.
١ ـ عند
وهو اسم للحضور حسا او معنى وللقرب حسا او معنى ، وهذا كما يقال : من حرف للابتداء وفى حرف للظرفية ، والحسى والمعنوى باعتبار ما يضاف اليه ، فمظروفه مع كل من هذه الصور الاربع اما من الاعيان او من المعانى ، فهذه ثمان صور : والمراد بالحسى ما هو محسوس لنا ، وغيره معنوى وان كان محسوسا لغيرنا من الملائكة وغيرهم ، والمحسوس لنا اما محسوس فى الدنيا او الآخرة او فيهما ، فلا تغفل ولا تخلط.
١ ـ : مثاله للحضور الحسى ومظروفه من الاعيان قوله تعالى : (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي) ـ ٢٧ / ٤٠ ، (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) ـ ١٦