ولا خير فيمن لا يوطّن نفسه |
|
٧٤٨ على نائبات الدهر حين تنوب |
ومثاله مضافا الى الجملة المحذوفة قوله تعالى : (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) ـ ٥٦ / ٨٤.
٣ ـ بعد
اعلم ان الجملة المضاف اليها فى تاويل المصدر كائنة ما كانت ، ولكن المشهود فى الكلام ان الظرف المضاف الى الجملة ان كان ظرفا للحدث الواقع فيها كما هو ظرف لمتعلقه كيوم وحين واذ وغيرها فليس على الجملة حرف مصدرى كما شاهدت فى الامثلة ، وان لم يكن ظرفا له اى للحدث الواقع فيها كبعد وقبل وجب تصديرها بحرف مصدرى.
مثاله قوله تعالى : (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) ـ ٢ / ١٨١ ، (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) ـ ٣ / ١٠٥ ، (وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) ـ ١٢ / ١٠٠ ، (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) ـ ٢١ / ٥٧ ، (وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) ـ ٩٨ / ٤ ، واما نحو قوله تعالى : (أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ) ـ ٣٤ / ٣٢ ، فان بعد مضاف الى اذ وهو مضاف الى الجملة ، ولا باس باضافة الزمان الى الزمان لكونهما مختلفين ، وهذا من قبيل اضافة بعد الى المفرد.
ومثاله مضافا الى المفرد قوله تعالى : (فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ) ـ ٢ / ١٧٨ ، (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ـ ٢ / ٥٦ ، (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ) ـ ٣ / ٨٦ ، (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) ـ ٤ / ١٦٥.
ومن الداخلة على بعد ابتدائية ، ومر فى التقسيم الرابع ان بعض الظروف ومنها بعد يقطع عن الاضافة فيبنى على الضم ، والبناء قرينة على حذف المضاف اليه ،