٦٨ / ١ ـ ٢ ، ان الظرف حال للمبتدا ، اى ما انت مع نعمة ربك مجنون ، والنعمة هى الرسالة ، وليس متعلقا بحرف النفى لما قلنا ، ولا بمجنون كما قيل ، اذ لو علق به يفيد نفى جنون خاص ، وهو الجنون المقيد بنعمة ربك ، ولا يعقل جنون يحصل بسبب نعمة الرسالة.
٤ ـ : قال ابن الحاجب فى قوله تعالى : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) ـ ٤٣ / ٣٩ : اذ بدل من اليوم ، واليوم اما ظرف للنفع المنفى واما لمعنى النفى فى لن.
اقول : اليوم متعلق بلن ينفع ، لا بلن وحدها ولا بالفعل وحده ، فلا يصح الترديد ، ثم ان قوله : اذ بدل من اليوم خطا ، لاختلاف زمنى الفعلين ، لان عدم النفع لهم فى الآخرة ، وظلمهم فى الدنيا ، فاذ فى الآية ليس ظرفا ، بل اداة تعليل ياتى بيانها فى المبحث الثانى عشر من المقصد الثالث.
الامر الرابع
مما اشتهر بينهم ان الظرف يعمل فيه رائحة الفعل بخلاف سائر المعمولات ، فلذا يعمل فيه المصغر كقول بعضهم : اظننى مرتحلا وسويرا فرسخا ، ويعمل فيه اسم المكان كقوله تعالى : (فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ـ ٣ / ١٨٨ ، الظاهر ان مفازة اسم مكان ومن العذاب متعلق بها.
الفصل الثانى
الفعل اى الحدث اما عام واما خاص ، والعام هو الكون والوجود والحصول والثبوت والاستقرار بمعنى الثبوت ، وانما يقال لها العام لانها معنى واحد يعم جميع الافعال بل جميع الاشياء ، وغيرها ليس كذلك ، ولكن يرد السؤال فى الافعال التى معناها العدم ، كعدم وانعدم ونفى وانتفى وزال وفنى وانتفى وغيرها ، لانها تقابل