٣ ـ : هل يقدر المتعلق المحذوف قبل الظرف او بعده ، فالاصل ان يقدر قبله كما هو الشان فى الفعل بالنسبة الى جميع متعلقاته ، وقد يعرض ما يرحج تقديره مؤخرا ، نحو فى الدار زيد ، فالتقدير : فى الدار زيد كائن ، لان الاصل فى الخبر تاخيره عن المبتدا ، او يوجب تقديره مؤخرا ، نحو خرجت فاذا بالباب ابوك ، فان قدرت المتعلق فعلا وجب ان يؤخر ويقال : فاذا بالباب ابوك يقف ، لان اذا الفجائية لا يليها الجملة الفعلية.
تنبيه آخر
اذا وقع بعد الظرف مرفوع نحو (عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) ـ ٥٣ / ١٥ ، (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) ـ ٣٩ / ١٦ ، (وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِ) ـ ٢٣ / ٦٢ ، فان قدرت فعلا مقدما على المرفوع فالجملة فعلية ، وان قدرت فعلا او وصفا مؤخرا عنه فالجملة اسمية ، ويجب رعاية التطابق مع المبتدا ، وان قدرت وصفا مقدما عليه على ان يكون خبرا وجب التطابق ايضا ، واما على ان يكون الوصف مبتدا والمرفوع بعده فاعلا سادا مسد الخبر فلا يجوز الا ان يعتمد على احد السبعة التى مر بيانها فى المبحث الثانى والعشرين فى المقصد الاول ، نحو قوله تعالى : (ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ) ـ ٦ / ٥٧ ، (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى) ـ ٥٣ / ٣٥ ، (رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) ـ ٩٨ / ٢ ـ ٣ ، (وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) ـ ٤٦ / ١٥ ، (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) ـ ٥٧ / ٢٥ ، وقولك : يا داخلا فى الدنيا الخداعة اخرج نفسك منها ، رب عامل للخير بلا نية صالحة فلا ينفعه ، ورب عامل للشر مع نية حسنة فلا تنفعه اذ لا عمل الا بالنية ولا نية الا بالسنة.
ثم عامل الظرف على جميع الفروض هو المتعلق المحذوف ، واما المرفوع بعده فان فرض مبتدا فعامله الابتداء ، وان فرض فاعلا فعامله المتعلق المحذوف ايضا ، وقال ابن هشام فى ثالث المغنى : ان العامل فيه هو الظرف ، وذلك باعتبار اشتماله