المبحث الخامس
فى النكرة والمعرفة.
اعلم ان الاسم اذا وضع لفرد معين اختص به ويقال له العلم ، اى هو علامة لذلك الفرد ، ولا يصح ان يطلق على غيره بهذا الوضع ، والعلم يكون لكل شىء ولا ينحصر فى افراد الانسان ، فان لفظ الله علم للمبدا تعالى ، وجبرئيل علم لملك الرسالة ، ومريخ علم لكوكب سيار ، وابليس علم لابى الشياطين ، وحراء علم لجبل بمكة ، وفرات علم لنهر عظيم فى العراق ، وهكذا اعلام الاناسى والبلاد والقبائل وكثير من الدواب والجبال والاراضى وغيرها ، وان لم يوضع لفرد معين ، بل وضع لمعنى عام فهو اسم الجنس.
ثم ان اسم الجنس قسمان : قسم يحصل لمعناه عند التركيب جهة تعين وتعرف مخصوص فهو سائر اقسام المعرفة غير العلم ، وقسم لا يحصل له ذلك ، فهو نكرة فالفرق بينها وبين العلم ان تعين العلم للفرد بالوضع ، وتعين سائر المعارف بالاستعمال عند تركيب الكلام وياتى بيان جهة تعين كل منها عند ذكره.
والمعرفة بدلالة التتبع والاستقراء على اقسام سبعة : العلم ، الضمير ، الموصول ، اسم الاشارة ، المصدر بال ، المضاف الى احد هذه الخمسة ، والنكرة المقصودة بالنداء ، وذكر الاخير ياتى فى مبحث حروف النداء فى المقصد الثالث ، وذكر المضاف مضى فى مبحثه ، ونفتح للخمس الباقية ابوابا خمسة فى هذا المبحث ، ونذكر احكام كل منها فى