بابه.
ولا يخفى ان مقسم المعرفة والنكرة وكذا اسم الجنس واسم العلم انما هو الاسم ، والفعل والحرف والجملة وشبه الجملة خارجة عن هذا الطراز ، ولكن يعامل بالجملة وشبهها معاملة النكرة ، فلذا يوصف النكرة بكل منهما ، ويؤتى بها للمعرفة حالا ، وقد يجعل الجملة علما على ما يجئ ذكره.
الباب الاول
فى العلم ، وجهة تعريفه هى تعينه بالوضع ، وفى هذا الباب مسائل.
المسالة الاولى
العلم اما مرتجل او منقول او بالغلبة.
العلم المرتجل هو ما لم يوضع قبل علميته لشئ آخر ، بل الواضع ارتجل اى اخترع فى ذهنه لفظا ووضع لشئ بعينه ، كادم وهابيل وقابيل وشيث ، فان الظاهر انها لم تكن اسماء لاشياء قبلهم ، وكذا سائر الاشياء التى شاهدها الانسان فى اول امره كزحل ومريخ وغيرهما من الكواكب ، وكبعض الاسماء التى يضعها اصحاب الاختراع لمخترعاتهم ، وذكروا فى كتب النحو من المرتجل ادد علم رجل ، وسعاد علم امرة ، وعلى كل فالمرتجل قليل ، واكثر الاعلام منقول.
ومن المرتجل ما غير حروفه بالتعريب كقرميسين معرب كرمانشاه ، او ركب من لفظين او اكثر من دون سبق وضع للمركب وان كان لكل جزء منه وضع سابق كبعلبك لبلد قريب من الشام.
ومنه ما لم يسبقه استعمال اسما ، كيحيى ، قال تعالى : (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) ـ ١٩ / ٧ ، وكان يستعمل يحيى عند العرب فعلا ، او لم يسبقه استعمال علما ، فهو مرتجل فى العلمية كحسن وحسين علمان لابنى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقد