الاتيان بها نحو قوله تعالى : (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) ـ ٣٣ / ٣٧ ، (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) ـ ١٩ / ٢٥ ، (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ) ـ ٢٨ / ٣٢ ، (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) ـ ٢ / ٢٦٠ ، ولا وجه لتقدير النفس فى امثال هذه ليطرد القاعدة ، بل القول بجواز الوجهين هو الحق طبقا لاستعمال اهل اللسان ، ومن ذلك ما فى هذه الابيات.
دع عنك لومى فانّ اللوم اغراء |
|
٧٩٧ وداونى بالّتى كانت هى الدّاء |
هوّن عليك فانّ الامور |
|
٧٩٨ بكفّ الالاه مقاديرها |
ودع عنك نهبا صيح فى حجراته |
|
٧٩٩ ولكن حديثا ما حديث الرواحل |
ان قلت : ان المعنى يستدعى تقدير لفظة نفس ، قلت : لا يستدعى ، اذ لا فرق فى المعنى بين هزى اليك وهزى الى نفسك ، ولو استدعى لكان استدعائه فى باب ظن واخواتها اشد ولم يقولوا بالتقدير فيه ، نحو قوله تعالى : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً) ـ ١٢ / ٣٦.
تنبيه
ليس من هذا الباب قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ) ـ ٦ / ٤٠ ، بل كم حرف خطاب كما يلحق ببعض اسماء الاشارة ، ولانه يدل على الجمع وقد جئ بالفعل على صيغة المفرد ، ولولاه لقيل ارايتم كما فى قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ) ـ ١٠ / ٥٠.
المسالة السابعة
الاصل فى الضمير ان يكون مطابقا لمرجعه فى الافراد والتثنية والجمع ، والتانيث والتذكير ، والغياب والخطاب والتكلم ، ولكن تخلف عن هذا الاصل فى كل من هذه النواحى الثلاث كثيرا لوجوه بلاغية مظانها علوم البلاغة وكتب