١ ـ من
وهو مبنى على السكون ، واذا التقى ساكنا حرك بالكسر ، وهو للعاقل ، ولغيره قليل ، ويستعمل للشرط والاستفهام ايضا ، وياتى كل منهما فى مبحثه فى المقصد الثالث والموصولة نحو قوله تعالى : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) ـ ١٣ / ٤٣ ، (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ) ـ ١٦ / ١٧ ، (وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ) ـ ١٠ / ٤٠ ، وجاز رعاية لفظه فيؤتى بالعائد مفردا فى جميع الاحوال ، وجاز رعاية معناه فيؤتى بالعائد طبقا له من حيث التذكير وفرعه والافراد وفرعيه كما تشاهد فى هذه الآيات : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ـ ٢ / ١١٢ ، روعى اولا لفظه ، وفى آخر الآية معناه ، (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ) ـ ٣٣ / ٣١ ، روعى اولا لفظه فجئ بصيغة المذكر ، ثم جئ بضمير المؤنث ، ونحو قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) ـ ١٠ / ٤٢ ، روعى فيه المعنى ، (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ) ـ ٢٨ / ٥٠ ، روعى فيه اللفظ ، ونظاهرها فى القرآن كثيرة.
ثم تستعمل لغير العاقل فى ثلاثة مواضع :
١ ـ : ان يكون تفصيلا لعام شامل للعاقل وغيره ، نحو قوله تعالى : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) ـ ٢٤ / ٤٥.
٢ ـ : ان يكون من باب تغليب العاقل على غير العاقل ، نحو قوله تعالى : (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) ـ ١٥ / ٢٠ ، ومنه النوع الثانى فى الآية السابقة ، وليس منه قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) ـ ٢٢ / ١٨ ، كما قيل ، لان الموصول يتعين بالصلة لا بالمسند ، فان يسجد