فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) ـ ٧٩ / ٣٧ ـ ٤١ ، اى هى ماواه ، ومنه قول امراة عربية تمدح زوجها : زوجى المس مس ارنب والريح ريح زرنب ، اى مسه وريحه ، والزرنب شجر طيب الرائحة.
٧ ـ ان يكون الخبر جملتين متعاطفتين احديهما ذات ضمير والاخرى خالية ، نحو قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) ـ ٢٢ / ٦٣ ، فان الجملة الثانية يلزم فيها رابط لانها معطوفة ، والتقدير : الم تر ان الله تصبح الارض مخضرة بانزاله الماء عليها ولكنها استغنت عنه لوجوده فى المعطوف عليها لان العاطف يجعلهما كالجملة الواحدة.
٨ ـ ان يتدارك عدم الربط بجملة شرط متأخرة فيها ضمير راجع الى المبتدا ، نحو زيد يقوم عمرو ان قام.
ثم كالجملة الخبرية يحتاج الى الرابط عشرة اشياء : الجملة الموصوف بها ، والموصولة ، والحالية ، وبدل البعض والاشتمال ، ومعمول الوصف ، وجواب الشرط ، والعاملان فى باب التنازع ، والتاكيد ، والجملة المفسرة فى باب الاشتغال ، وقد ذكر ابن هشام هذه الاحد عشر مشروحة فى الباب الرابع بعنوان (الاشياء التى تحتاج الى الرابط) وياتى كل منها فى موضعه.
الامر الثانى
ان كان الخبر شبه الجملة ، اى ظرفا او جارا ومجرورا نحو قوله تعالى : (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) ـ ٨ / ٤٢ ، (وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ٥٧٠ / ١٩ ، (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ـ ١ / ١ ، (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ) ـ ٧ / ١٧٩ ، فلا بد له من متعلق مقدر هو الخبر فى الواقع لان الخبر لا بد ان يحمل على المبتدا والظرف والجار والمجرور بنفسهما لا يحملان عليه ، والمقدر احد افعال العموم وهى الكون والثبوت والحصول والوجود والاستقرار بمعنى