لان بينهما نسبة العطف بالحرف المقدر مع انها من افراد المحدود حسب مرادهم ، على ان حدهم دورى كما هو ظاهر ، ولم ارفى كلامهم ما يصحح امرهم وحدهم بتا ، فسلكت فى الحد وبيان اقسام المحدود ما تلوت عليك ، وهو اسلم واكمل واوفى.
الباب الثانى
فى الكنايات ، الكناية مصدر فى قبال الصراحة ، وهى التكلم بلفظ لا يتبين مفهومه ، والصراحة هى التكلم بلفظ يتبين مفهومه ، يقال : كنيت وكنوت به عن كذا ، اى بهذا اللفظ عن ذلك المعنى الذى ليس صريحا فيه ، نحو رايت فلانا فهذا كناية ، واذا قلت رايت زيدا او عالما فذاك صراحة.
وفى الحديث : من تعزى بعزاء الجاهلية فاعضوه بهن ابيه ولا تكنوا ، اى من انتسب الى الجاهلية وافتخر بها فقولوا له عض هن ابيك بلا كناية ، فانه صلىاللهعليهوآله كنى بهن عن الاير ، ولكن اذن بترك الكناية ، وذلك لشدة قبح الافتخار بالجاهلية ، فان بعض القبيح اللفظى يزول قبحه فى جنب ما هو اقبح منه ، وكما فى هذين البيتين.
وقد ارسلت فى السرّ ان قد فضحتنى |
|
٩٠٠ وقدبحت باسمى فى النسيب ولا تكنى |
وانّى لاكنو عن قذور بغيرها |
|
٩٠١ واعرب احيانا بها فاصارح |
هذا فى اللغة ، واما فى الاصطلاح فالكناية هى الكلمة التى لا يتبين معناها الا بغيرها ، وعلى هذا فالحروف كلها كنايات ، لان معنى الحرف لا يتبين الا بما معه من الاسم او الفعل ، فان معنى فى ليس الظرفية ، بل تفيد ان مدخولها ظرف لشئ كما فى قولك : رايتك فى السوق ، وكذا غيرها.
وكذا ضمائر الغياب والموصولات واسماء الاشارة كلها كنايات على ما مر تفصيله فى المبحث السابق ، واسماء الشرط والاستفهام كذلك وتاتى ، وكذا اسماء الاعداد ، فان معدوداتها لا تتبين الا بالتمييز ، فهى من جهة المعدود مبهمة ، لا من جهة مفهوم