وآله ، وهى صيغة امر من المراعاة ، ويقولها اليهود له ، وكانت عندهم كلمة سب بالعبرانية وكانوا يوهمون المسلمين انهم يقولونها بالمعنى الذى يقولونها ، فنهى الله تعالى عنها بقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) ـ ٢ / ١٠٤ ، فتركوها وتركها اليهود خوفا من بداء سرهم الخبيث السئ.
ومنها كلمة السام ، وفى الحديث : ان اليهود كانوا يقولون للنبى صلىاللهعليهوآله : السام عليكم ، يعنون الموت ويظهرون انهم يريدون : السّلام عليكم ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله كان يجيبهم : عليكم ، اى ما قلتم عليكم ، ومن السنة ان اهل الكتاب اذا سلموا عليكم فقولوا : عليكم ، اى ما قلتم عليكم ، او قولوا : السّلام ، اى على انفسنا السّلام ، ولا تجيبوا بالسلام عليكم كملا.
ومن الالغاز ما ياتى احد لاحد كالبايع للمشترى من الكلام ويوهمه انه يحلف بالله وليس يحلف به ، كما يقول له : والذى يدير الفلك ان هذا المتاع كذا وكذا ، فالمشترى يحسب انه يريد الله الذى يدير فلك السماء ، والبايع يريد من يدير فلك الغزل او فلك اللعب ، والحلف منهى مطلقا فى المعاملات وغيرها الا ان يثبت به حقا او يبطل به باطلا.
اعلم ان ذكر اللغز هنا لانه من انواع الكنايات ، لا لبيان اعرابه او بنائه ، اذ هو فيهما كسائر الكلمات ، ولا يخفى ان المركبات والكنايات كما شاهدتها منها ما هو معرب منصرفا او غير منصرف ، ومنها ما هو مبنى على الحكاية او غيرها ، بخلاف الحكايات واسماء الاصوات فانها كلها مبنيات كما ياتى.
تتميم
من الكناية بالمعنى الذى قلنا المجاز المبحوث عنه فى علم البيان ، وهو استعمال اللفظ فى غير المعنى الذى وضع له ، ومنها الكناية على اصطلاح علم البيان ،