وهى ذكر اللفظ وارادة معنى هو لازم لمعناه او ملزوم له ، ومنها التورية المبحوث عنها فى علم البديع ، وهى ان يذكر لفظ له معنيان قريب وبعيد ويريد المتكلم معناه البعيد ، ويتوهم السامع معناه القريب ، واللغز والتورية متشابهان والبحث فى ذلك موكول الى فنه.
الباب الثالث
فى الحكايات ، والحكاية حفظ الكلمة على حالتها الاعرابية او البنائية وان دخل عليها عامل يقتضى تغييرها ، فهى مبنية باعتبار عدم تغيرها بالعامل ، وان كانت معربة لو لا الحكاية ، ولكن الذى نذكره فى الفصول الآتية اعم من ذلك فههنا حاك وهو المتكلم ، ومحكى به وهو تلك الكلمة ، ومحكى عنه وهو نظير تلك الكلمة شخصا او نوعا الواقع فى كلام غيره ، والحكاية على نوعين حكاية الجمل وحكاية المفردات ، وحكاية الجمل تاتى فى مبحث الجمل ، وحكاية المفردات اما فى الاسم واما فى الفعل واما فى الحرف واما فى حروف التهجى ، وذلك كله بلا استفهام ، واما فى الاسم بالاستفهام ، فهذه خمس ، نذكرها فى فصول خمسة.
الفصل الاول
فى حكاية الاسم ، وهى على وجهين.
الوجه الاول ان يجعل اسم علما لنوعه يحكى به عنه لبيان احكامه ، نحو ضارب من المشتقات ، قعود مصدر ، وياتى جمع قاعد ايضا ، رحمان اسم من اسماء البارى تعالى ، فهذه الكلمات مبتدآت من جهة التركيب ، واعلام لانواعها الواقعة فى كلام المتكلمين يحكى بها عنها ، فتعرب كالاعلام ، الا ما يكون مبنيا فيحكى بصورته البنائية ، نحو قولك : من الشرطية تجزم ، وحيث للمكان.
ولاجل ان هذا المحكى علم عندهم منعوا صرفه ان اجتمع مع العلمية سبب