والوجه الثانى نحو قولك : من فى قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) ـ ٢٢ / ١١ ، تبعيضية ، والباء فى قوله تعالى : (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ) ـ ١٦ / ٥٣ ، للالصاق.
والكلام فيه اذا سمى به شىء غير لفظه وكان ثنائيا كالكلام فى الاسم المبنى يجب اعرابه ولا يجوز تضعيفه ، واذا جعل علما محكيا به عن نوعه جاز اعرابه وزيادة الهمزة فى آخره ان كان ثانيه الفا ، نحو لا ، فلك ان تقول : لاء الناهية ، وجاز اعرابه وتضعيفه ان كان غير الف كما فى هذين البيتين.
ليت شعرى واين منّى ليت |
|
٩٢٨ انّ لوّا وانّ ليتا عناء |
ما قال لا قطّ الّا فى تشهّده |
|
٩٢٩ لو لا التشهّد كانت لاءه نعم |
الفصل الرابع
فى حكاية حروف التهجى ، وهى اب ت ث ج الخ ويقال لها : حروف الهجاء ، والتهجى والهجاء مصدران بمعنى التقطع ، لانها تتلفظ بها مقطوعا كل من الآخر ، لا مركبا متشكلا كالكلمة ، ولذلك يقال لها ايضا : الحروف المقطعة.
ويقال لها ايضا : حروف المعجم ، اى حروف الاعجام ، والاعجام بمعنى الابهام ، واعجمت الكلام ، اى ازلت اعجامه بوضع النقط على حروفه ، فحروف المعجم بمعنى حروف يرتفع اعجامها بوضع النقطة عليها ، وكانت فى اول الامر تكتب بلا نقطة فيتشابه فى الكتابة ما هو منها بشكل واحد ويحصل الابهام ، فاختر عوالها النقطة بهذه الصورة المعمولة الآن وارتفع الابهام ، وكان هذه التسمية حدثت بعد اختراع النقطة.
ويقال لها ايضا : حروف المبانى لانها مبانى تكوين الكلمة والكلام ، كما يقال للحروف التى هى قسيم الاسماء والافعال حروف المعانى ، اى حروف لها معان عرفية بخلاف حروف المبانى فانها ليس لها فى العرف معنى ، وحروف المواضع ايضا لانها