تنبيه
ان ابن سيدة قال فى المخصّص فى السفر السابع عشر : قال سيبويه : واما زاى ففيها لغتان منهم من يجعلها فى التهجى ككى فيقول : زى ومنهم من يقول : زاى فيجعلها بمنزلة واو.
اقول : ان القوم اخذوا بظاهر كلام سيبويه ، فجروا فى كتابة اسم هذا الحرف على الياء ، ويكتبون الزاى كما تشاهد فى كتبهم ، وهذا خطا لوجوه.
١ ـ : ان سيبويه قال : فى التهجى ، والتهجى هو تعديد هذه الحروف بالتقطيع كقولك : با ، تا ، جيم ، واو ، يا الخ ، كما عرفت فى الوجه الاول ، والقوم جعلوها بالياء فى التسمية ، والتعديد بالتهجى غير التسمية كما اعترف به القوم ، فانهم يقولون فى التهجى با ، ثا مثلا ، وفى التسمية : باء ، ثاء ،.
٢ ـ : ان جوهر الحرف هو الواحد الواقع فى القراءة او الكتابة منقوطا او غير منقوط ، ثم ان اريد فيه التهجى يلحق ببعضها الف نحو حا ، خا ، را وغيرها فيتلفظ به ، ويلحق ببعضها حرفان نحو جيم ، دال ، واو ، صاد ، كاف وغيرها فيتلفظ به ، ثم ان اريد التسمية يلحق بالقسم الاول همزة ، فمن اين جاؤوا لكل من تلك الحروف بالهمزة ، وخصوا الزاء بالياء ، وكلام سيبويه لا يدل على ذلك ، فالاخذ بالاطراد اجمع واحسن.
٣ ـ : فى لسان العرب : قال الليث : الزاى والزاء لغتان ، ولا يبعد ان يكون مراده : الزاى فى التهجى والزاء فى التسمية ، على ان زيادة الياء فى التهجى لاوجه لها ايضا ، وعلى كل حال ان كان لهذا الحرف اختصاص ففى التهجى لا فى التسمية ، والليث هو ابن المظفر بن نصر بن سيّار من تلاميذ الخليل النحوى.
واعلم انه يجوز ارجاع الضمير الى حروف الهجاء والكلمات الثلاث مذكرا