المبحث التاسع
فى الجمل واحكامها وفيه فصول.
الفصل الاول
فى تعريف الجملة وتقسيمها.
الجملة ما يتركب من كلمتين بينهما الاسناد ، والاسناد قول باثبات شىء لشئ او نفيه عنه اخبارا او انشاء ، ويراد فها الكلام ، والكلام قول دال على معنى يصح السكوت عليه ، وخروج جملة الشرط والجزاء والصلة عن صحة السكوت انما هو لعارض التعليق بين الشرط والجزاء والتقييد بالموصول الاسمى او الحرفى فى الصلة ، والامر العرضى لا يضر بالذاتى ، فان كلا من هذه الجمل يصدق عليها تعريف الجملة والكلام لانها بنفسها مع قطع النظر عن اداة الشرط والجزاء والصلة فيها اسناد ويصح السكوت عليها ، وقال بعضهم كصاحب المغنى ان الجملة اعم من الكلام لصدقها على كل من هذه الجمل دون الكلام ، اذ لا يصح السكوت على ان ضربتنى وحده وعلى الذى جاءنى وحده ، والحق هو الاول لما قلنا ، وعليه الاكثر.
والمراد من كلمتين اقل ما يتركب منه الجملة ، فلا يقدح كون اكثر الجمل اكثر منهما ، والمراد بالكلمة اعم من الحقيقية والحكمية التى هى ما معناه موجود ولفظه