حينئذ مفرد والمفرد قسيم الجملة ، وجملة فعلية ان قدر متعلقه فعلا نحو كان ويحصل ، فلا وجه لعد المصدرة بظرف او مجرور نحو اعندك زيد وا فى الدار عمرو قسما براسه مسمى بالجملة الظرفية كما فعل ابن هشام ، لان الظرف لا بد ان يتعلق بفعل او شبه فعل مذكور او مقدر ، نعم لا باس بان يقال : ان من الفعلية الجملة الظرفية اذا قدر متعلق الظرف فعلا كما فهم من كلام الزمخشرى ، وزاد الزمخشرى وغيره الجملة الشرطية ، والصواب ان مجموع الشرط والجزاء فعليتان او اسميتان او مختلفتان ، فلا داعى الى تكثير الاقسام. ثم من الجمل ما يحتمل الوجهين لاختلاف التقدير مع اختلاف الاقوال فيه او بدونه ، ولذلك امثلة.
منها نحو اذا قدم زيد فانا اكرمه ، فان قدرت اذا مضافة الى الشرط كما هو قول فمجموع الكلام جملة واحدة اسمية لان التقدير : انا اكرم زيدا زمان قدومه ، وان قدرتها غير مضافة كما هو قول آخر فمجموع الكلام جملتان فعلية واسمية ، وياتى تفصيل ذلك فى مبحث ادوات الشرط فى المقصد الثالث.
ومنها نحو فى البيت زيد وعندى عمرو ، فان قدرت المرفوع مبتدا مؤخرا فالجملة اسمية ، وان قدرته فاعلا لمتعلق الظرف فالجملة فعلية ان قدرت المتعلق فعلا ، ولا يجوز تقديره اسما لعدم الاعتماد.
ومنها مذ يومان فى نحو ما رايته مذ يومان ، فان تقديره عند الاخفش والزجاج :
بينى وبين لقائه يومان ، وعند ابى بكر وابى على : امد انتفاء الرؤية يومان ، وعليهما فالجملة اسمية لا محل لها لانها استينافية ، ومذ خبر على الاول ومبتدا على الثانى ، وقال الكسائى وجماعة : معناه ما رايته مذ كان يومان ، فمذ ظرف للفعل وما بعده مضاف اليه ، والتقدير : ما رايته مدة كون يومين وكان المقدرة تامة ، وقال قوم : معناه ما رايته من الزمن الذى هو يومان او فى الزمن الذى هو يومان ، فليس مذ يومان على هذين القولين جملة فى التقدير ، بل مضاف ومضاف اليه على الاول وجار ومجرور على الثانى ، كما يقال : ما رايته مذ يومين ، وكل هذه التكلفات لتوجيه رفع يومان لان المرفوع اما فاعل او