الثالثة
الواقعة فاعلة ، نحو قوله تعالى : (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) ـ ١٢ / ٣٥ ، ليسجننه فاعل بدا ، وقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ) ـ ٣٢ / ٢٦ ، وقوله تعالى : (وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ) ـ ١٤ / ٤٥ ، كيف فعلنا فاعل تبين ، ومن ذلك : يعصم لا الاه الا الله ومحمد رسول الله الدماء والاموال ، وكقول الشاعر.
وما راعنى الّا يسير بشرطة |
|
٩٤٩ وعهدى به قينا يفشّ بكير |
وقد وقع الجملة اسما لكان فى قولهم : كان من الامر كيت وكيت او ذيت وذيت ، واسم كان بمنزلة الفاعل ، وهاتان الكلمتان كناية عن الحادثة فتؤديان مؤدى الجملة كما ان كذا وفلان كناية عن المفرد ، ومرت فى المبحث السادس.
الرابعة
الواقعة نائبة عن الفاعل ، نحو قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) ـ ٢ / ١١ ، لا تفسدوا نائب فاعل لقيل ، ونظيرها قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ) ـ ٤٥ / ٣٢ ، وقوله تعالى : (ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) ـ ٨٣ / ١٧ ، ولا تقع الجملة نائبة عن الفاعل الا لمادة القول والجملة المعلقة فى باب افعال القلوب ، نحو علم اقام زيد ، كذا قالوا ، ولعلهم لم يجدوا فى كلام العرب غيرهما ، ولكن القياس يقتضى ان كل جملة يصح وقوعها مفعولا بها يصح وقوعها نائبة عن الفاعل ، لان نائب الفاعل هو المفعول بعد رفض الفاعل فى الذكر وجعل الفعل على صيغة المجهول.