الخامسة
الواقعة مفعولا بها ، وهى فى ثلاثة ابواب.
احدها باب الحكاية بالقول او مرادفه ، مثال الاول قوله تعالى : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) ـ ١٩ / ٣٠ ، ومعنى الحكاية فى الآية انه تعالى حكى عن عيسى هذا الكلام بقوله : قال انى الخ ، فقال مع مدخوله قول الله ومدخوله قول عيسى المحكى ، ونظير هذا كثير فى الآيات وغيرها.
مثال الثانى اى مرادف القول قوله تعالى : (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ـ ٢ / ١٣٢ ، فان يا بنى الخ كلام ابراهيم ويعقوب حكاه الله تعالى بقوله : ووصى ، (وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا ،) ـ ١١ / ٤٢ ، يا بنى اركب معنا كلام نوح لابنه حكاه الله تعالى بقوله : (نادى نُوحٌ ، فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) ـ ٥٤ / ١٠ ، انى مغلوب فانتصر كلام نوح حكاه تعالى بقوله : (فَدَعا رَبَّهُ) ، وقرى انى مغلوب بفتح همزه ان ، فليس حينئذ من هذا الباب لانه فى تاويل المفرد ، وقوله تعالى : (أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) ـ ١٢ / ٧٠ ، وكقول الشاعر.
رجلان من مكّة اخبرانا |
|
٩٥٠ انّا راينا رجلا عريانا |
وهذه الجمل فى محل نصب على المفعولية بالافعال المذكورة قبلها التى هى مرادفة للقول ، فلا حاجة الى تقدير القول ايضا ليكون نصبها به كما ذهب اليه البصريون.
ثانيها باب ظن واخواتها واعلم واخواتها ، فان الجملة تقع مفعولا بها ثانيا لظن وثالثا لا علم كما تقع خبرا للمبتدا وللنواسخ ، وقد مر تفصيل ذلك وامثلتها فى المبحث الخامس من المقصد الاول ، وقد اجتمع الثانى من مفعولى زعم وخبر كان وخبر ان جملا فى هذا البيت.