تَعْقِلُونَ ـ ،) فالجمل كلها مستانفات الا السادسة فانها تابعة للمستانفة ، ولكنها مرتبطات بالمعنى لان الثانية مطلوبة بالنداء ، والباقيات الا الاخيرة فى مكان التعليل للنهى عن اتخاذ البطانة من دون المؤمنين ، والاخيرة ارشاد الى التعقل فى الجمل المتقدمة.
الثانية
المعترضة ، وهى الواقعة بين شيئين مرتبطين لافادة تقوية الكلام او تحسينه ، وهى تقع فى مواضع.
الاول بين الفعل ومرفوعه كما فى هذه الابيات.
الم ياتيك والانباء تنمى |
|
٩٦٥ بما لاقت لبون بنى زياد |
شجاك اظنّ ربع الظاعنينا |
|
٩٦٦ ولم تعبا بعذل العاذلينا |
وقد ادركتنى والحوادث جمّة |
|
٩٦٧ اسنّة قوم لا ضعاف ولا عزل |
الثانى بين الفعل ومفعوله كقول الشاعر.
وبدّلت والدهر ذو تبدّل |
|
٩٦٨ هيفا دبورا بالصبا والشمال |
الثالث بين المبتدا وخبره ، نحو قوله تعالى : (قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) ـ ٣٨ / ٨٥ ، فالحق مبتدا ولاملان خبره ، وبينهما اعتراض ، وقرى الحقان فى الآية بالنصب والرفع ونصب الاول ورفع الثانى وبالعكس ، والآية على القراءة الاخيرة محل الشاهد والتفصيل فى التفسير ، وكقول الشاعر.
وفيهنّ والايّام بعثرن بالفتى |
|
٩٦٩ نوادب لا يمللنه ونوائح |
ومنه الاعتراض بجملة الفعل الملغى ، نحو زيد اظن عالم ، واذا اخر الفعل فجملة مستانفة ، نحو زيد عالم اظن ، وبجملة الاختصاص نحو نحن العرب اسخى من بذل لان المنصوب فى باب الاختصاص مع عامله المقدر جملة ، واما الاعتراض بكان الزائدة فى نحو قولك : اعالم كان ابوك فالصحيح انها لا فاعل لها فلا جملة ومر ذكر كان الزائدة فى المبحث الثالث والثامن عشر من المقصد الاول.