من ذلك يكون المتاخر بدلا او عطف بيان ، كقوله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) ـ ٣ / ٨٥ ، اى دينا غير الاسلام ، (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ) ـ ١٤ / ١ ، اى الى صراط الله العزيز الحميد ، (قالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً) ـ ٧ / ١٤٠ ، اى ابغى لكم الاها غير الله ، ومثلها : (أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا) ـ ٦ / ١٦٤ ، واما قوله : (وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) ـ ١٨ / ٢٢ ، اى احدا منهم فمنهم حال مقدم ، وهو قول الجمهور ، ولكن لا باس بان يقال : انه نعت مقدم من باب الاغتفار ، وان ابيت ذلك فقل : انه نعت فى المعنى.
الحكم التاسع
قد يحذف النعت او المنعوت ويعلم من القرينة.
مثال حذف النعت قوله تعالى : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) ـ ١٨ / ٧٩ ، اى سفينة سالمة بقرينة ان الخضر خرق السفينة التى ركبها مع موسى لئلا ياخذها عمال الملك ، وروى انها قرئت كذلك ، وقوله تعالى : (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ) ـ ٢ / ٧١ ، اى الحق الواضح الذى فهمنا به ما اراد الله منا ، لانهم لم يريدوا ان ما جئت قبل ذلك فى وصف البقرة كان باطلا والا كفروا ، وقوله تعالى : (فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) ـ ١٨ / ١٠٥ ، اى وزنا نافعا لهم ان قلنا ان المنافقين توزن اعمالهم يوم القيامة ، وفى الحديث : لا صلاة لجار المسجد الا فى المسجد ، اى لا صلاة كاملة ، وكقول الشاعر :
وقد كنت فى الحرب ذا تدرء |
|
١٠٠٧ فلم اعط شيئا ولم امنع |
اى شيئا يعتد به ، ولفظ شىء يستعمل هكذا كثيرا ، نحو قوله تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ) ـ ٢ / ١١٣ ، اى شىء ينفعهم فى الآخرة ، (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) ـ ١٦ / ٧٦ ، اى على شىء من التفهيم والتفهم باللسان.
واما حذف المنعوت فكقوله تعالى : (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ) ـ ٣٤ / ١١ ، اى دروعا سابغات ، (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ) ـ ٣٧ / ٤٨ ، اى حور قاصرات الطرف ،