الامر الثالث
زاد بعضهم على الاقسام الاربعة قسما خامسا سماه بدل الكل من البعض ، ومثل له بقوله تعالى : (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ) ـ ١٩ / ٦٠ ـ ٦١ ، فان جنات بدل عن الجنة ، والجنة بعض الجنات ، وبما فى هذين البيتين.
رحم الله اعظما دفنوها |
|
١٠٦٧ بسجستان طلحة الطلحات |
كانّى غداة البين يوم تحمّلوا |
|
١٠٦٨ لدى سمرات الحىّ ناقف حنظل |
اقول : هذا القائل هو السيوطى فى همع الهوامع ، وجوابه عن الآية ان ال فى الجنة للجنس وهو يعم جنات عدن وغيرها ، واما البيتان فالحق معه فيهما.
الامر الرابع
لا يجب مطابقة البدل لمتبوعه فى غير الاعراب ، وفيه يقع القطع ايضا كالنعت المقطوع ، وقال ابن هشام فى رابع المغنى : ولاشتراط الرابط فى بدل البعض وجب فى نحو قولك : مررت بثلاثه زيد وعمرو القطع بتقدير منهم ، لانه لو اتبع لكان بدل بعض من غير ضمير ، اقول : مراده ان يرفع زيد وعمرو على الابتداء ويقدر منهم خبرا عنهما ، اى مررت بثلاثه منهم زيد وعمرو.
الرابع من التوابع عطف البيان
وهو تابع يبين متبوعه بعض البيان ان كان مجملا ويزيده بيانا ان كان مبينا ، نحو قوله تعالى : (قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) ـ ٢٦ / ١٠٦ ، (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ) ـ ٢٦ / ٨٧ ـ ٨٨ ، (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ