وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) ـ ٢٧ / ٥١ ، انا دمرناهم فى قراءة فتح الهمزة عطف بيان لعاقبة ، ونظيرها قوله تعالى : (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ـ ٦ / ٥٤ ، (وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً) ـ ٧٦ / ١٧ ـ ١٨ ، عينا عطف بيان لزنجبيلا ، ومثلها (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) ـ ٧٦ / ٥ ـ ٦ ، والمراد بالعين الماء لا محله ، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ) ـ ٢٤ / ٣٥ ، (أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ) ـ ٥ / ٩٥ ، (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً) ـ ٣ / ١٥٤ ، ومن عطف البيان ما يقع بعد حرف التفسير ، وياتى بيانه فى مبحثه فى المقصد الثالث.
تكملة
قالوا : يجب مطابقة عطف البيان لمتبوعه فى الافراد والتذكير والتعريف ومقابلاتها كالنعت ، وان لم يطابق فهو بدل الكل من الكل ، وقالوا : ان المبدل منه فى حكم السقوط ، وان البدل على نية اعادة العامل ، يعنون ان العامل متوجه الى البدل بالاصالة وحيث شغله المتبوع فلا بد ان يعاد للتابع.
وقال الرضى على ما نقل السيد فى شرح الصمدية : انا الى الآن لم يظهر لى فرق جلى بين بدل الكل من الكل وعطف البيان ، بل لا ادرى عطف البيان الا البدل كما هو ظاهر كلام سيبويه ، ثم شرع فى الجدال مع القوم ، ثم اجابه السيد بنقل الاقوال.
اقول : ان التميز بين التوابع الخمسة ظاهر من تعاريفها.
اما عطف النسق فهو متميز عن غيره بوجود حرف العطف بين التابع والمتبوع ، وياتى ذكره فى المقصد الثالث.
اما التوكيد فاللفظى منه بتكرار اللفظ من دون زيادة فى الثانى ، وان زيد عليه قيد فهو بدل ، والمعنوى منه انما هو بالفاظ مخصوصة قد مر ذكرها.
اما النعت فهو كل تابع فيه معنى الوصفية لمتبوعه مع مطابقته له فى الافراد و