التعريف والتذكير ومقابلاتها ، فما فيه هاتان الخاصتان فلا داعى لصرفه عن كونه نعتا.
اما البدل فهو متميز عن غيره بعدم الاخلال بما قصده المتكلم من معنى الكلام ان فرض سقوطه ، بل اتيانه توطئة لتابعه توجيها للمخاطب ، ثم ان بدل البعض عن الكل متميز عن غيره من الابدال بكونه جزءا للمتبوع ، وبدل الاشتمال متميز بكون احدهما مشتملا على الآخر بدون الجزئية ، والبدل المباين ظاهر.
اما عطف البيان فهو تابع يبين متبوعه بعض البيان ويخل اسقاطه بالمراد ولا يكون احد تلك الاربعة ، ولا يخفى ان كثيرا من امثلة البدل وعطف البيان متشابهة.
فصل
ان ابن هشام ذكر فى رابع المغنى فروقا ثمانية بين البدل وعطف البيان ، وانا اذكرها واضيف اليها ما عندى فانها لا تخلو عن الفائدة.
الاول : قال : ان عطف البيان لا يكون مضمرا ولا تابعا لمضمر لانه فى الجوامد نظير النعت فى المشتق ، واما البدل فيكون تابعا للمضمر بالاتفاق.
اقول : ان المقيس والمقيس عليه كلاهما منقوضان ، اذ جاء ذلك فى النعت وفى عطف البيان كما جاء فى البدل.
اما مثاله فى النعت فقوله تعالى : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) ـ ٢ / ١٦٣ ، (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ـ ٣ / ١٨ ، (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ـ ٢ / ٢٥٥ ، (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ) ـ ٥٩ / ٢٣ ، وقولهم المنقول : اللهم صل عليه الرؤوف الرحيم ، ومررت به الخبيث ، وهذا مذهب الكسائى واتباعه ، وكقول الشاعر.
قد اصبحت بقرقرى كوانسا |
|
١٠٦٩ فلا تلمه ان ينام البائسا |
واما مثاله فى عطف البيان فقوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) ـ ٤٢ / ١٣ ، فان اقيموا عطف بيان للموصول او الضمير الراجع اليه لانهما واحد