البدل وتعين البيان فى نحو قولك : هند قام عمرو اخوها ، ونحو مررت برجل قام عمرو اخوه ، ونحو زيد ضربت عمرا اخاه.
اقول : هذا معنى قولهم : ان البدل فى نية اعادة العامل ، يعنون ان البدل حيث انه مقصود بالاصالة فلابد ان يكون مع العامل ، وحيث شغله المتبوع فلا بد ان يعاد فيصير البدل مع العامل المنوى جملة اخرى ، فلا يصح ان يكون هذه الامثلة من البدل ، اذ لا يصح ان يقال : هند قام عمرو قام اخوها ، وكذا المثالان الآخران ، وهذا كله فى بدل الكل من الكل ، واما غيره فظاهر وضوحا فلا يشابه عطف البيان ولا يشتبه به.
واعلم انه اذا اشتبه عطف البيان والبدل فالاصل ان يكون عطف البيان ، لان المتكلم يريد بكل كلام افادة معنى ، فاتيان كلمة او كلام توطئة لغيره خلاف الاصل ، وعلى هذا فالاكثر كون التابع غير النعت والتاكيد اذا لم يكن مع حرف العطف عطف بيان ولا يخفى انهما لا يشتبهان على ما مر منا من البيان.
فصل
فى قولهم : يغتفر فى الثوانى ما لا يغتفر فى الاوائل ، وسماه ابن هشام فى ثامن المعنى بالقاعدة ، وفى عبارة همع الهوامع : يجوز فى الثوانى ما لا يجوز فى الاوائل ، ومرادهم ان القواعد النحوية قد تتخلف فى التوابع قياسا ، ونذكر من ذلك امثلة ، وكل ما ذكره ابن هشام فى الفرق السابع من الفصل السابق من هذا الباب ، وعلى هذا فلا باس بكونها ابدا لا.
١ ـ : كل شاة وسخلتها بدرهم ، عطف سخلتها على شاة ، ولا يضاف كل الى معرفة مفردة ، كذا قال ابن هشام ، وهذا غفلة منه لقوله تعالى : (كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ) ـ ٣ / ٩٣ ، (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) ـ ٤ / ١٢٩ ، (كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ،) ـ ١٧ / ٣٨ ، (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ) ـ ٣ / ١٥٤ ، (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) ـ ٢ / ٣١ ، وقول على عليهالسلام : كل نعيم الدنيا ثبور ، كل الغنى فى القناعة والرضا ، كل يسار الدنيا