فبالقرينة لا من دلالة الواو ، كما فى قوله تعالى : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ) ـ ٢٩ / ٥١ ، فان النجاة له ولهم فى زمان واحد ، (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ) ـ ٥٧ / ٢٦ ، فان ارسال نوح قبل ابراهيم بزمان كثير ، (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) ـ ٢٨ / ٧ ، فان رده الى امه بعد القائه فى اليم بقليل وجعله رسولا بعد اربعين سنة ، وعكس ذلك قوله تعالى : (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) ـ ٤٢ / ٣ ، فان الوحى الى نبينا صلىاللهعليهوآله بواسطة جبرئيل بعد الانبياء السالفين ، فالمعية والتقدم والتأخر فى هذه الامور علمت من الآيات والتواريخ ، وليس للواو الا الجمع بين المتعاطفين فى الحكم.
هنا امور
الامر الاول
يعطف الظاهر على الظاهر ، كقوله تعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَأَعْناباً وَكَواعِبَ أَتْراباً وَكَأْساً دِهاقاً) ـ ٧٨ / ٣٤ ، (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً) ـ ٧٦ / ٤.
والظاهر على الضمير ، كقوله تعالى : (جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ) ـ ٧٧ / ٣٨ ، (وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ) ـ ٢٦ / ١٨٤ ، (رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) ـ ٢٦ / ١٧٠.
والضمير على الظاهر ، كقوله تعالى : (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ) ـ ٤ / ١٣١ ، (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ) ـ ٦٠ / ١.
والضمير على الضمير ، كقوله تعالى : (قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ) ـ ٧ / ١٥٥ ، (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ) ـ ٢٩ / ٦٠.