تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) ـ ٢٥ / ١٠ ، فان جملة يجعل لك معطوفة على جملة جعل لك ، نعم ان الجازم فى الآيتين عمل فى لفظ المضارع ومحل الماضى لا فى الجملة باسرها.
الامر السادس
ان العطف على ثلاثة اقسام.
القسم الاول
العطف على اللفظ ، وهو الاصل ، وهو ان يتطابق المتعاطفان فى ظاهر الاعراب ، سواء اكان لكل منهما او لاحدهما محل من الاعراب ام لا ، نحو زيد وعمرو جالسان فان زيد ليس له محل من الاعراب ، بل اعرابه هذا الذى ظهر فى لفظه ، وكذا عمرو ونحو ليس زيد بعالم ولا تاجر ، فان عالم له اعراب ظاهر عطف عليه تاجر ، وله محل من الاعراب هو النصب لانه خبر ليس ، فان قلت تاجرا فقد عطفته على محله وشرط العطف على الظاهر ان يساعده المعنى والقاعدة ، فقوله تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) ـ ٣٣ / ٤٠ ، ان عطف رسول الله على خبر ما كان لا يساعده المعنى اذ يقع فى حيز النفى والمراد اثباته ، فنصبه على تقدير كان ، اى ولكن كان رسول الله ، فالعطف للجملة الموجبة على السالبة ، لا عطف المفرد على المفرد وقرئ بالرفع ايضا ، وهو على تقدير ولكن هو رسول الله ، ونحو ما جاءنى من امراة ولا زيد لا يساعده القاعدة ، لان من الزائدة لا تدخل على المعرفة ، فلا بد ان يقرء زيد بالرفع عطفا على محل امراة ، اللهم الا ان يقال يغتفر فى الثوانى ما لا يغتفر فى الاوائل على ما مر بيانه فى آخر المقصد الثانى.
القسم الثانى
العطف على المحل ان كان للمعطوف عليه محل من الاعراب ، والاعراب المحلى