الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ) ـ ١٩ / ٦٧ ، اى انسى ولا يذكر الخ ، وليس عطفا على يقول الانسان المذكور قبله ، ونظير ذلك كثير عندهم ، وباعثهم على هذا التقدير انكار عطف الانشاء على الخبر وبالعكس ، وقد قلنا فى الامر الخامس انه منع فى قبال الواقع ، ولا ملزم لذلك ، اذ لا يختل معنى الكلام بدونه ، مع ان التقدير خلاف الاصل.
الامر العاشر
لا يتقدم المعطوف على المعطوف عليه الا شذوذا ، ولا يقاس عليه ولا يجوز ذلك لان تقديم التابع على المتبوع ظلم اقربه العاقلون ، وذلك الشاذ قول الشاعر.
الا يا نخلة من ذات عرق |
|
١١١٨ عليك ورحمة الله السّلام |
الامر الحادى عشر
يعتبر المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه ولو بالعموم والخصوص لان الشئ لا يعطف على نفسه ، ومثال العموم والخصوص قولك : اكرم العلماء والفقهاء ، اعط الفقراء والمساكين ، ومنه قوله تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) ـ ٢ / ٢٣٨ ، وذكر الخاص بعد العام لاجل شدة الاهتمام به ، نعم يتعاطف المترادفان لغرض التوكيد ، نحو قوله تعالى : (قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ) ـ ١٢ / ٨٦ ، (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) ـ ٢ / ١٥٧ ، (لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) ـ ٢٠ / ١٠٧ ، وكقول الشاعر.
وقدّدت الاديم لراهشيه |
|
١١١٩ والفى قولها كذبا ومينا |
ومنهم من قال لا ترادف فى اللغة ، فكل ما شوهد من ذلك بينهما فرق من جهة ، والتفصيل فى محله ، وهو كتب فروق اللغة.