١٧ ـ جواز الفصل بينها وبين معطوفها ، نحو قوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا) ـ ٣٦ / ٩ ، (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) ـ ١١ / ٧١.
١٨ ـ العطف فى اسلوب التحذير والاغراء ، كقول على عليهالسلام : اياك وفعل القبيح فانه يقبح ذكرك ويكثر وزرك ، اياك ومصاحبة الاحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك ، وقوله : عليك بلزوم الحلال وحسن البر بالعيال وذكر الله فى كل حال ، ومر البحث فيهما فى المقصد الاول ، هذا ، ولكن بعض المتعاطفات مما ذكرنا يقع بينها غير الواو ، فلا تغفل ، والامر سهل.
الثانى من حروف العطف الفاء
وهى تفيد ثلاثة معان.
الاول الترتيب ، والمراد به ان وقوع المعطوف متاخر عن المعطوف عليه ، نحو قوله تعالى : (فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ) ـ ٥١ / ٢٦ ، (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) ـ ٣٧ / ١٣٩ ـ ١٤٥.
الثانى السببية ، اى سببية المعطوف عليه للمعطوف ، نحو قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) ـ ٢٢ / ٦٣ ،(تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) ـ ١٠٥ / ٤ ـ ٥ ، (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) ـ ٥٠ / ٢٢ ، (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) ـ ٢ / ٣٧.
الثالث التعقيب ، وهو وقوع المعطوف بعد المعطوف عليه بلا تراخ ومهلة ، نحو قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) ـ ٢٣ / ١٨ ، ومعنى التعقيب فيما يكون له استمرار ودوام ان يكون نهاية المعطوف عليه متصلا ببداية