المبحث الثالث
فى الاستثناء وادواته ، وهو طلب الثنى ، والثنى فى اللغة بمعنى امالة الشئ الى جهة ، وبمعنى جعل الشئ اثنين ، وبمعنى صرف الشئ عما عليه ، وفى الاصطلاح اخراج ما بعد اداة الاستثناء عن حكم ما قبلها من حيث النفى والاثبات ويناسب هذا المعنى المعنيان الاخيران ، نحو ما جائنى احد الا زيدا ، وفيه نفى المجئ عن كل احد واثباته لزيد ، وعكسه جاءنى القوم الا زيدا ، وفيه اثبات المجئ للقوم ونفيه عن زيد.
وما وقع بعد اداة الاستثناء يسمى مستثنى ، وما وقع قبلها يسمى مستثنى منه ، والمستثنى ان لم يذكر معه المستثنى منه فى اللفظ يسمى مفرّغا ، اى فارغا عن التقيد بذكره ، وان ذكر معه ، فان كان مفهومه شاملا له يسمى متصلا لاتصاله بافراده ، كالمثالين المذكورين ، وان لم يكن مفهومه شاملا له يسمى منقطعا لانقطاعه عن افراده ، نحو جاء القوم الاحمارهم ، والمستثنى المفرغ لا يكون الا متصلا ، ويوصف الاستثناء بهذه الثلاثة ايضا.
وادواته حروف واسماء وافعال ، هى الّا ولمّا وهما حرفان وحاشا وعدا وخلا ، وهذه الثلاثة حروف ان جرما بعدها وقال القوم انها افعال ان نصب ما بعدها ، وليس ولا يكون ، وهما فعلان ، وغير وسوى وبيد ولا سيّما ، وهذه الاربعة اسماء ،