ثم المشهور ان المستثنى المتصل فى الكلام الموجب لا يجوز اتباعه على البدلية ، ولكن جاء قليلا ، نحو قوله تعالى : (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) ـ ٢ / ٢٤٩ ، برفع قليل فى قراءة بعض على ان يكون بدلا عن الضمير المرفوع ، وفى الحديث : كل امتى معافى الا المجاهرون بالمعاصى ، وفى الحديث ايضا : الناس هلكى الا العالمون والعالمون هلكى الا العاملون والعاملون هلكى الا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم ، وكقول الشاعر.
وكلّ اخ مفارقه اخوه |
|
١٢٤٥ لعمر ابيك الّا الفرقدان |
والقوم وجهوا هذه الامثلة بوجوه ليطرد القاعدة ، ونحن لا نبالى بذلك ونقول : القواعد النحوية كلها مخصصة ، وليكن هذه منها.
مثال المنفى ونصب المستثنى او ابداله قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) ـ ٤ / ٦٦ ، وقرا بعضهم قليلا بالنصب ، (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) ـ ٧٨ / ٣٨ ، محل من اما نصب بالا او رفع على الابدال من الضمير المرفوع ، (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللهِ وَرِسالاتِهِ) ـ ٧٢ / ٢٢ ـ ٢٣ ، (بَلاغاً) منصوب اما بالا او على الابدال عن ملتحدا ، (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ) ـ ١١ / ٨١ ، قرئ امراتك بالرفع والنصب ، فعلى النصب مستثناة من اهلك او من احد ، وعلى الرفع بدل عن احد ، (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) ـ ٢٤ / ٦ ، قرئ انفسهم بالاجماع على الابدال عن شهداء.
القسم الثالث
المستثنى المنقطع ، وهو المذكور معه المستثنى منه غير الشامل له بمفهوم