البدلية فى المستثنى خلاف الاصل ، وكون الجملة بدلا عن المفرد قليل ، والمستثنى منه مفرد دائما واما فى المنقطع فانها تابعة كما بينا.
الامر الثالث يرد على المستثنى المتصل اشكال مشهور ، وهو لزوم التناقض فى الكلام ، لانك اذا قلت مثلا : جاء القوم الا زيدا اثبتّ المجىء لزيد فى ضمن القوم ثم نفيت عنه بالا ، وجوابه انه ليس تناقضا فى قصد المتكلم وهو المعتبر لانه قصد من القوم غير زيد ، فياتى بالا زيد قرينة على قصده.
الامر الرابع ان الاصل تقدم المستثنى منه على المستثنى ، وقد يتاخر عنه ، ولكن فى هذه الصورة يجب نصب المستثنى ، سواء اكان متصلا ام منقطعا فى كلام موجب ام منفى ، ولا يصح الابدال لان البدل تابع والتابع لا يتقدم على المتبوع كقول الشاعر.
وما لى الّا آل احمد شيعة |
|
١٢٤٩ وما لى الّا مذهب الحقّ مذهب |
وشيعة فى هذا البيت مصدر بمعنى مشوع ، ولكن جاء على الابدال قليلا كالمنقول عن بعض العرب : ما لى الا ابوك ناصر ، ويسمى هذا بدلا مقلوبا ، ومن ذلك قول الشاعر.
لانّهم يرجون منك شفاعة |
|
١٢٥٠ اذا لم يكن الّا النبيّون شافع |
الامر الخامس قد يتكرر الاستثناء بان يكون الكل مستثنى من الاول ، نحو جاء القوم الا زيدا الا عمرا الا بكرا ، وامكن ان تاتى بها مع واو العطف وتقول : جاء القوم الا زيدا والا عمرا والا بكرا ، او بان يكون كل من ذلك مستثنى عما قبله ، نحو لك على عشرة دراهم الا اربعة الا واحدا ، فيلزم سبعة دراهم ، ومنه قوله تعالى : (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ) ـ ١٥ / ٥٨ ـ ٦٠.
خاتمه
نذكر فيها آيات متشابهة من جهة الاستثناء تدريبا وتمرينا.