٥ ـ قد ذكرنا فى المبحث الرابع فى المقصد الثانى ان من حروف الجر ما لا يحتاج الى المتعلق ، منها هذه الثلاثة ، فراجع.
هذا ما عندى على سهولته فى هذه الكلمات الثلاث ، والقوم على انها حروف جارة ان جرما بعدها وافعال ان نصب ، ثم لهم فى فاعلها وما الداخلة عليها اقوال واختلافات وتقديرات وتاويلات وتعليلات لا ارى وجها للتعرض لها.
الفصل الثالث
فى ليس ولا يكون ، وهما من الافعال الناقصة ، وقد مر ذكرهما فى المبحث الثالث من المقصد الاول ، ويأتيان للاستثناء وينفيان عما بعدهما ما ثبت لما قبلهما ، وذلك حيث لا يكون لهما اسم ليكون ما بعدهما خبرا لهما ، نحو اتونى ليس زيدا اولا يكون زيدا ، وكقول الشاعر.
عددت قومى كعديد الطيس |
|
١٢٦١ اذ ذهب القوم الكرام ليسى |
قال ابن هشام فى مبحث ليس : والصحيح انها الناسخة وان اسمها ضمير راجع للبعض المفهوم مما تقدم واستتاره واجب فلا يليها فى اللفظ الا المنصوب ، ومراده ان التقدير فى المثال المذكور : اتونى ليس بعضهم زيدا ، والامر سهل.
الفصل الرابع
فى غير وسوى وبيد ولا سيما.
اما غير فهو اسم ملازم للاضافة ، ومر بعض احكامه فى المبحث الاول من المقصد الثانى ، وياتى ايضا فى المبحث التاسع ، ويقع فى الغالب وصفا ، ويحكم بانه للاستثناء اذا نصب وكان موصوفه غير منصوب ، وتعبير القوم : ان غير يقع للاستثناء فيعرب باعراب الاسم التالى لالّا ، نحو جاء القوم غير زيد وما جاءنى احد غير زيد ، ونصبه حينئذ على الحالية كما ان اتباعه على الوصفية.