بخيل وان كثر ماله ، وهذا التعليق للتعميم والواو للعطف ، اى الحريص بخيل ان قل ماله وان كثر ماله ، ونحو ما فى الحديث : عرض لى جبرئيل فقال : بشر امتك انه من مات لا يشرك بالله عزوجل شيئا دخل الجنة ، قال قلت : يا جبرئيل وان زنى وان سرق؟ قال : نعم وان شرب الخمر ، اى دخل الجنة ان لم يشرب الخمر وان شرب ، ويقال لها وصلية لوصل مدخولها بما يقابله فى التعليق بسبب العطف ، وياتى نظير هذا فى لو.
الرابع قالوا : ان للشرط فى الاستقبال ، اقول : ان لا تدل على زمان ، والفعل لا يدل على زمان مخصوص الا بالقرينة ، وياتى بيان ذلك فى المبحث الخامس عشر ، ولا دليل على انها لا تستعمل فى غير المستقبل ، وقد استعملت فى الشرط الماضى والشرط المطلق كثيرا ، ومر بعض الامثلة ، والالتزام بان استعمالها فى غير المستقبل مجاز ثم الالتزام بالتوجيه والتاويل اعتساف عن الطريق ، فان كغيرها تدل على الربط بين الجملتين ، وخاصتها انها تستعمل فى الشرط المحتمل الوقوع ، وان كان واجب الوقوع عند المتكلم فاداته اذا.
تكملة
ينجزم المضارع بعد ثمانية اشياء بان المقدرة : الامر والنهى والدعاء والاستفهام والتمنى والترجى والعرض والتحضيض ان قصد بها التعليق والارتباط.
الاول وقوعه بعد الامر ، نحو قوله تعالى : (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) ـ ٢٨ / ٣٢ ، (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ) ـ ٢ / ٥٨ ، (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) ـ ٣ / ٣١ ، والتقدير : ان تتبعونى يحببكم الله ، وكذا غيرها ، ومن ذلك قوله تعالى : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ) ـ ١٤ / ٣١ ، تقديره : ان تقل لهم اقيموا الصلاة يقيموها ، وتقدير اقيموا لئلا يبقى قل بلا مقول ، وامكن ان يكون قل بمعنى اومر ،