واعلم ان المضارع اذا لم ينجزم بعد تلك الامور لاحد الوجهين فهو اما جملة مستانفة كيتوب فى الآية الاولى ، او حال كيلعبون فى الآية الثانية او نعت كيرثنى فى الآية الثالثة ، وان انجزم فهو جواب لشرط محذوف مع حرف الشرط كما قلنا ، ومما يحتمل الحالية والاستيناف قوله تعالى :(فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى) ـ ٢٠ / ٧٧ ، وقول الشاعر.
وقال رائدهم ارسوا نزاولها |
|
١٢٦٧ فكلّ حتف امرئ يجرى بمقدار |
ثم اعلم ان عمدة البحث فى هذا الباب انما هى فى الامر ، واما غيره من تلك السبعة فلا كثير بحث فيه ، واقنصر فى كتب القوم بهذه الامثلة لان امثلتها قليلة فى كلام العرب.
مثال النهى ، لا تكفر تدخل الجنة ، اى ان لا تكفر تدخل الجنة ، مثال الدعاء : اللهم اغفرلى ادخل الجنة ، اى ان تغفرلى ادخل الجنة ، مثال الاستفهام : هل تزورنى احسن اليك ، اى ان تزرنى احسن اليك ، مثال التمنى : ليت لى مالا انفقه ، اى ان كان لى مال انفقه ، مثال العرض : الا تنزل عندنا تصب خيرا ، اى ان تنزل عندنا نصب خيرا ، مثال التحضيض : لولا تاتينا تحدثنا ، اى ان تاتنا تحدثنا ، مثال الترجى قول الشاعر :
لعلّ التفاتا منك نحوى مقدّر |
|
١٢٦٨ يمل بك من بعد القساوة للرحم |
تنبيهات
١ ـ قرئ تستكثر بالرفع فى قوله تعالى : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) ـ ٧٤ / ٦ ، لان عدم المنة لا دخل له فى استكثار العطاء ، والمنة ذكر العطاء بما يسوء المعطى ، وقد يراد بها الاعطاء كما فى الآية ، والاستكثار من المنة ، فالجملة حال ، والمعنى : لا تعط حال كونك تعد عطاءك كثيرا ، وقراءة الجزم شاذة.
٢ ـ ان المضارع المصدر بالفاء ينتصب بان الناصبة المقدرة ان وقع بعد احد [هذه الاشياء الثمانية وبعد النفى ايضا ،]