هذه الصورة فانه لا مفهوم له الا ان يدل عليه قرينة ، وللشرط والجزاء احكام اخرى نذكرها فى آخر المبحث.
٣ ـ لولا
وهى تدخل على الجملتين اوليهما اسمية محذوفة الخبر غالبا وثانيتهما فعلية ماضوية مصدرة باللام فى الغالب ، نحو قوله تعالى : (يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) ـ ٣٤ / ٣١ ، (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ) ـ ٢٢ / ٤٠ ، وقول عمر : لو لا على لهلك عمر ، ولولا هذه تدل على انتفاء الثانية لوجود الاولى ، وهذا مفهوم الكلام وهو مراد المتكلم ، واما منطوقه فانتفاء الاولى يستلزم ثبوت الثانية ، وهذا نظرا الى ان يؤخذ لو حرف شرط ولا مفيدة للنفى واقعة فى حيزها والخبر المقدر من افعال العموم ، اى لولا على موجود لهلك عمر ، وهكذا.
وقد يذكر الخبر لكونه من افعال الخصوص ، نحو قوله صلىاللهعليهوآله لعائشة : لولا قومك حديثوا عهد بالاسلام لهدمت الكعبة وجعلت لها بابين ، ومنه قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً) ـ ٤ / ٨٣ ، فان عليكم خبر ، واحتمال كونه متعلقا بالمصدر والخبر محذوفا من افعال العموم بعيد ، وكما فى هذين البيتين.
فو الله لو لا الله تخشى عواقبه |
|
١٢٨٢ لزعزع من هذا السرير جوانبه |
يذيب الرعب منه كلّ عضب |
|
١٢٨٣ فلولا الغمد يمسكه لسالا |
وكثيرا تدخل لو لا على الاسم المؤول ، نحو قوله تعالى : (لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا) ـ ٢٨ / ٢٨ ، (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) ـ ١٧ / ٧٤ ، (لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ) ـ ٦٨ / ٤٩ ، وفى الحديث : لو لا ان اشق على امتى لامرتهم بالسواك ، اى امر الايجاب ، واما الندب