ونصبه من باب الاشتغال ، ومن ذلك نحو قولهم : اما قريشا فانا افضلهم ، واما العلم فزيد عالم ، واما الشجاعة فعمرو شجاع ، والتقدير : ان ذكرت قريشا فانا افصلهم ، وكذا غيره.
الخامس الظرف ، نحو قوله تعالى : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ـ ٩٣ / ١١ ، وكقولك : اما اليوم فاسافر ، ومن ذلك ما ياتون اول الكتب ، نحو اما بعد فالنحو علم بكذا وكذا ، والتقدير : ان اردت الوقوف على كتابى بعد الحمد والصلاة فالنحو الخ ، فالظرف متعلق بمحذوف بخلاف الآية فان الظرف متعلق بحدث.
السادس الخبر ، والفصل به قليل ، نحو قولك : اما عندى فالعلم واما عندك فالمال.
هنا امور
الاول ـ اكثر احوال اما ان تكون للتفصيل كما شوهد فى الآيات ، والمراد به ذكر امور متعددة بتكرير اما وبيان حكم كل منها بعد ذكرها اجمالا ، نحو قوله تعالى : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) ـ ٤١ / ١٣ ، ثم شرع فى التفصيل فقال : فاما عاد فاستكبروا فى الارض الخ ، واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى الخ.
وقد يذكر احد المفصلات بعد الاجمال ويطوى غيره ، نحو قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) ـ ٤ / ١٧٤ ، ثم قال : فاما الذين آمنوا بالله واعتصموا به الخ ، ولم يقل : واما الذين كفروا ولم يعتصموا به فكذا لانه يعلم بالمقابلة ، ونظيرها قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ) ـ ٣ / ٧ ، ولم يقل واما الذين ليس فى قلوبهم زيغ فكذا لانه يعلم بالمقابلة.