وياتى مهما كما للشرط الزمانى كما فى هذه الابيات.
وانّك مهما تعط بطنك سؤله |
|
١٢٩٣ وفرجك نالا منتهى الذمّ اجمعا |
ومهما تصلها او بدات براءة |
|
١٢٩٤ لتنزيلها بالسيف لست مبسملا |
ومهما تصلها مع اواخر سورة |
|
١٢٩٥ فلا تقفنّ الدهر فيها فتثقلا |
ومهما تكن عند امرىء من خليقة |
|
١٢٩٦ وان خالها تخفى على الناس تعلم |
قد اوبيت كلّ ماء فهى ضاوية |
|
١٢٩٧ مهما تصب افقا من بارق تشم |
وكون مهما فى هذه الابيات اسم شرط زمانى ظاهر ، فلا وجه لانكاره ولا وجه للقول بانه حرف.
٥ ـ كيف
نحو قوله تعالى : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ) ـ ٥ / ٦٤ ، (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ) ـ ٣٠ / ٤٨ ، (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ) ـ ٣ / ٦ ، والجزاء فى هذه الآيات محذوف لدلالة ما قبلها عليه ، اى كيف يشاء الانفاق ينفق ، فما قبلها جزاء فى المعنى لا فى صناعة الاعراب.
قالوا : يجب ان يكون شرطها وجزاؤها متفقى اللفظ والمعنى ، نحو كيف تصنع اصنع ، ولا يجوز كيف تجلس اذهب ، وقال ابن هشام : ويشكل اطلاق هذا القيد ، اذ فى هذه الآيات ليس بينهما اتفاق.
اقول : سر ذلك عندهم ان كيف الشرطية تفيد وحدة كيفية الشرط والجزاء كما ان اسم الشرط الزمانى او المكانى يفيد وحدة زمانهما او مكانهما ، كما ياتى بيانه ، والفعلان المختلفان لا يتحد كيفيتهما ، ثم اقول : هذا توهم باطل ، بل الكيفية الواحدة تعرض على الاشياء والافعال المختلفة وذلك ظاهر فى التشبيهات التى وجه الاشتراك فيها من مقولة الكيف كقوله تعالى : (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) ـ ٧ / ٢٩.
وكيف اسم مبنى على الفتح ولا يعمل عمل الجزم ، الا ان تلحقها ما ، نحو كيفما