المبتدا عند سيبويه ومن تبعه ، ولكن عند غيرهم جملة فعلية بتقدير ثبت على ما مر تفصيله ، وشرط لو لا ولوما جملة اسمية بلا كلام ، وما ومن ومهما واى اذا وقعت مبتداة فالشرط جملة اسمية.
ثم ان اداة الشرط تكفى فى ارتباط الجملتين بتعليق الثانية على الاولى ، فالفاء واللام تؤكدان الارتباط ، واما اذا المنونة وغير المنونة فالاقرب انهما من الظروف لتبادر معنى الظرفية منهما حيث وقعتا ، فان كان اداة الشرط من الظروف فهما للتاكيد ، والافاداة الشرط مع احديهما تصير كاداة شرط ظرفية ، فقوله تعالى مثلا : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) ـ ٣٠ / ٣٦ ، يكون بمنزلة واذا تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم فهم يقنطون.
الامر الخامس
قد يحذف الشرط او الجزاء او كلاهما ، اما حذف الشرط ففى مواضع.
الاول ما يكون على الجملة فاء ولا يناسبها العطف ولا يصار الى القول بزيادتها مع استشمام رائحة الجزاء من تلك الجملة ، نحو قوله تعالى : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) ـ ٢٩ / ٥٦ ، فالفاء الاولى عاطفة والثانية رابطة للجواب ، والشرط مقدر ، وتقديره : ان ارضى واسعة فان لم يتات لكم العبادة فى ارض فاعبدونى فى ارض اخرى ، واياى منصوب من باب الاشتغال ، ونظيرها قوله تعالى (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) و (إِيَّايَ فَاتَّقُونِ) فى سورة البقرة / ٤٠ و ٤١ ، (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ـ ٤٢ / ٩ ، ام منقطعة بمعنى بل ، وما بعد الفاء لا يناسب ما قبله حتى تكون الفاء للعطف لان مضمون الاولى باطل ومضمون الثانية حق ، والحق لا يكون مترتبا عليه ، فالتقدير : من اراد وليا بحق فالله هو الولى ، وذيل الآية يشعر بالتعليل ، اللهم الا ان يقال : ان الفاء لمجرد العطف كالواو ، وعلى هذا فليس هنا شرط مقدر ، (أَوْ