٢ / ٢٨٦ ، (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ـ ٢ / ٣١ ، (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ) ـ ٤٦ / ١٠ ، اى ان كان هذا القرآن من عند الله الخ تقولون : افتراه ، بدليل ام يقولون افتراه فى الآية السابقة.
قال الكوفيون : ما تقدم على اداة الشرط هو الجزاء ، وهذا باطل لان الكلام المتقدم مربوط بما قبله بالعطف او بغير العطف ، ولا يراعى فيه شرائط الجزاء من جزم المضارع ودخول الفاء واللام او عدمه ، مع ان القول بكونه جزاء ينافى صدارة ادوات الشرط.
الثانى ما يكون بعد الشرط كلام يدل على الجزاء ، نحو قوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً إِلَّا الْمُصَلِّينَ) ـ ٧٠ / ١٩ ـ ٢٢ ، اى اذا مسه الشر جزع واذا مسه الخير منع ، فحذف الفعلان ، وجزوعا ومنوعا حالان لمفعول مسه ، يدلان على المحذوف ، وان قدرا خبرين لكان المقدرة فالمحذوف بعص جملة الجزاء ، (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ لِيَوْمِ الْفَصْلِ) ـ ٧٧ / ٨ ـ ١٣ ، اى فاذا النجوم طمست الخ قامت القيامة بدليل ليوم الفصل ، (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) ـ ٣٦ / ٤٥ ، اى اذا قيل لهم الخ اعرضوا بدليل معرضين فى الآية اللاحقة.
الثالث ما يكون الشرط نفسه يدل على الجزاء ، نحو قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى) ـ ١٣ / ٣١ ، اى ولو ان قرآنا كذلك لكان هذا القرآن ، وقيل : الجواب لما آمنوا بدليل ما قبله وهم يكفرون بالرحمان فيكون من القسم الاول ، (وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ) ـ ٦ / ٣٥ ، الشرط الثانى جواب للشرط الاول وجواب الثانى محذوف ، اى فان استطعت الخ فافعل ، (فَتَأْتِيَهُمْ) عطف على (تَبْتَغِيَ) ، (وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ـ ٢ / ٢٨٠ ، اى ان كنتم تعلمون