جزاء بالمعنى لا فى صناعة النحو ، والجزاء الصناعى محذوف ، فان تقدم ما هو جواب معنى على غير من وما واى من ادوات الشرط فالامر كما ذكرنا ، وان تقدم على احد هذه الثلاثة فامكن ان يكون موصولا وشرطيا ، نحو ما فى حديث النبى صلىاللهعليهوآله : احب الله من احب حسينا ، فامكن ان يكون من موصولة فهى مفعولة احب ، وامكن ان تكون شرطية فالتقدير : من احب حسينا احبه الله ، وقس على هذا ما ترى فى كلامهم من هذا القبيل.
واما حذف الشرط والجزاء كليهما فله امثله ، نحو ما فى هذا الحديث : الناس مجزيون باعمالهم ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا ، اى ان عملوا خيرا فيجزون خيرا وان عملوا شرا فيجزون شرا ، فان المحذوف جملة الجزاء وكذا الشرط باسرها لان خيرا فضلة ، ويقرا برفع خير وشر وبنصب الاول ورفع الثانى وبالعكس ، فالمحذوف بعض الجملة على الرفع ، وكما فى هذه الابيات.
قالت بنات العمّ يا سلمى وان |
|
١٣٦٢ كان فقيرا معدما قالت وان |
ان يكن طبّك الدلال فلو فى |
|
١٣٦٣ سالف الدهر والسنين الخوالى |
فانّ المنيّة من يخشها |
|
١٣٦٤ فسوف تصادفه اينما |
نودّعكم ونودعكم قلوبا |
|
١٣٦٥ لعلّ الله يجمعنا والّا |
وقد يحذف جملة الشرط مع اداته ، وذلك قبل اذا الناصبة اى الجوابية المنونة المفيدة معنى الجزاء للجملة التى هى فيها او قبلها ، نحو قوله تعالى : (وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) ـ ٥ / ١٠٧ ، اى ان اعتدينا فانا لمن الظالمين ، (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ) ـ ٢٣ / ٩١ ، اى لو كان معه اله لذهب الخ ، (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً) ـ ١٧ / ٧٦ ، اى وان يخرجوك من الارض لا يلبثون بعدك ، (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) ـ ٤ / ٥٣ ، اى ان كان لهم نصيب من الملك لا يؤتون