، ولكن لا يجوز الجواب بلا او نعم ايضا ، بل يجاب بتعيين احد الكلامين او اكثر.
ولا يخفى ان طلب التصور لا يخلو من طلب التصديق التفصيلى ، اذ لا يمكن الاستفهام عن مفرد محضا ، فان السائل : ازيد قائم ام عمرو يريد ان يعلم موضع القيام على التعيين فيصدق على التفصيل ، بعد ان علم او احتمل احدهما ، ومر بعض الكلام فى المبحث الاول.
وههنا امور
الاول : قد يحذف احدى المتعادلتين ، اى الهمزة وام مع مدخولها ، نحو قوله تعالى : (يَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ) ـ ١٠ / ٥٣ ، اى احق هو ام باطل ، وكقول الشاعر :
دعانى اليها القلب انّى لامره |
|
١٣٧٨ سميع فما ادرى ارشد طلابها |
ومن ذلك قوله تعالى : (قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) ـ ٣٩ / ٩ / ١٠ ، قرئ ام من هو قانت ، فام على هذا منقطعة والموصول بعدها مبتدا محذوف الخبر ، تقديره بل من هو قانت الخ ليس كمن ليس كذلك ، ويمكن ان يكون ام متصلة ، والهمزة قبلها مقدرة ، والتقدير : امن كفر خير ام من هو قانت الخ ، وقرئ امن هو قانت ، فقيل : الهمزة للنداء ، وهو بعيد ، بل هى للاستفهام ولها معادلة محذوفة ، والتقدير : امن هو قانت خير ام هذا الكافر ، اى المذكور فى الآية السابقة بقوله (قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ) الخ.
الثانى : قالوا فى الهمزة مثل ما قالوا فى ان الشرطية من انها طالبة للفعل ، فقدروا فى قوله تعالى مثلا : (وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) ـ ٧٢ / ١٠ ، ااريد شر الخ ، ثم اخذ اريد وزحلق من الصدر الى الذيل ، وهذا تكلف لا موجب له لان الاستفهام يتعلق بنسبة الكلام لا بالاسم و