فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) ـ ١٧ / ٦١ ، فان اللعين انكر قوله تعالى : (اسْجُدُوا لِآدَمَ ، فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ) ـ ٢٣ / ٤٧ ، انكر اللعين فرعون قول موسى وهارون لهم : (آمِنُوا بِاللهِ) ، (قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) ـ ١١ / ٦٢ ، انكروا عليه قوله : لا تعبدوا الاصنام.
الوجه السادس التهكم وهو الاستهزاء المتضمن معنى اللوم ، نحو قوله تعالى : (قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) ـ ١١ / ٨٧ ، (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ) ـ ٢١ / ٣٦.
الوجه السابع التعجب بان يتعجب المتكلم او يحمل المخاطب على التعجب ، واكثر ما يستعمل فى هذا الوجه لفظة كيف ، ومر تفصيله فى المبحث الثامن عشر من المقصد الاول.
الوجه الثامن الاستبطاء ، وهو عد الفاعل بطيئا فيما عليه ان يفعله ، نحو قوله تعالى : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ) ـ ٥٧ / ١٦.
ثم ذكر بعضهم غير هذه الوجوه من التهديد والاستبعاد والعرض واللوم وغيرها ، وهذه المعانى تندرج فى كثير من موارد تلك الوجوه ، ولا يبعد ان تستفاد من غيرها ، والامر سهل ، وذيل المجاز واسع طويل.
الامر الثانى
الاستفهام اذا اجتمع مع الشرط توجه الى الجزاء ، وهذا يؤيد تعلق اسماء الشرط الظرفية بالجزاء ، نحو قوله تعالى : (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) ـ ١٠ / ٥١ ، (أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) ـ ٢١ / ٣٤ ، (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) ـ ٣ / ١٤٤ ،