ويسال عنه ، وقول المؤذن : قد قامت الصلاة لجماعة ينتظرون اقامتها ، فان حالهم تدل على سؤالهم وان لم يكن بلسانهم ، ومن ذلك قوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) ـ ٥٨ / ١ ، فان تلك المراة كانت تنتظر جواب الله لاشتكائها.
ولا يلزم ان يكون الفعل فى الجواب واقعا ، بل قريبا من الوقوع ، كقولك : قد جاء ابوك من السفر لمن ينتظره ، وهو يقدم غدا ، ومنه قوله تعالى : (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) ـ ١١ / ٧٦ ، ويجوز حينئذ استعمال المضارع ايضا ، نحو قولك : قد اشفع لك عند الامير لمن طلب منك الشفاعة عنده ولما تفعل.
وقد يقع الماضى فى مورد الجواب بدون قد ، نحو قوله تعالى : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) ـ ١٦ / ١ ، وهذا جواب لقولهم : متى هذا الوعد كما فى آيات عديدة.
تتمة
كثيرا يؤتى باللهم قبل حرف الجواب وبالقسم بعده او باحدهما ، كما تقول : اللهم اى والله ، وذلك لتمكين الجواب فى نفس من تجيبه او اظهار اليقين بالجواب ، ونحو قوله تعالى : (قالَ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا) ـ ٦ / ٣٠ ، وكقول على عليهالسلام : كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم لله بحجة اما ظاهرا مشهورا او خائفا مغمورا ، بلى جواب لسؤال مقدر ، كان قائلا يقول : ان مات العلم فما يفعل عباد الله ، فاجاب بان الارض لا تخلو من القائم بامر الله ، فهو مرجعهم وملجاهم فى امورهم.
فى الكافى عن ابى عبد الله عليهالسلام ، قال : العقل دليل المؤمن.