الاحرّ يدع هذه اللماظة لاهلها انه ليس لانفسكم ثمن الا الجنة فلا تبيعوها الا بها ، وقوله الآخر : الا منتبه من رقدته قبل حين منيته ، الا مستيقظ من غفلته قبل نفاد مدته ، الا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه ، الا مستعد للقاء ربه قبل زهوق نفسه ، الا متزود لآخرته قبل ازوف رحلته ، الا تائب من خطيئته قبل حضور منيته.
مثال العرض قولك لصديقك : اما تاتينا فنفرح بصحبتك ، وكما فى البيتين.
يابن الكرام الا تدنو فتبصر ما |
|
١٤١٣ قد حدّثوك فما راء كمن سمعا |
الا رجلا جزاه الله خيرا |
|
١٤١٤ يدلّ على محصّلة تبيت |
٧ ـ لو
قال فى المغنى : ان من معانيها التمنى فمثل لذلك بقوله : لو تاتينى فتحدثنى ، ومن معانيها العرض فمثل لذلك بقوله : لو تنزل عندنا فتصيب خيرا.
اقول : لا ارى فرقا بين المثالين الا انه فرع على الاول ما يستفيده المتكلم وعلى الثانى ما يستفيده المخاطب ، وهذا ليس ميزا بين التمنى والعرض ، مع ان ما يستفيده المخاطب انسب بالتحضيض ولو لا تستعمل فيه ، فالميز بينهما فى استعمال لو انها للعرض ان كان مدخولها ممكنا كالمثالين لان العرض طلب والطلب لا يتعلق بالمتنع ، وان كان مدخولها ممتنعا او لم يكن هناك مخاطب مطلوب منه فهى للتمنى ، نحو قوله تعالى : (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ٢٦ / ١٠٢ ، وكقولك : لو ان لى مالا فانفقه فى سبيل الله وقد يجتمع الشرط مع التمنى او العرض كما فى هذين البيتين.
لو كنت من مازن لم تستبح ابلى |
|
١٤١٥ بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا |
لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة |
|
١٤١٦ تدع الحوائم لا يجدن غليلا |
٨ ـ هل
وهى كلو لا تستعمل للتحضيض ، ومثال العرض قوله تعالى :(فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا