وقد يدخل من على اسمها لتوكيد النفى ايضا ، كقولك : لا من احد فى الدار ، وكقول الشاعر :
فقام يذود الناس عنها بسيفه |
|
١٤٥١ وقال الا لا من سبيل الى هند |
وقد يحذف اسمها ويبقى خبرها ، كقولك : لا عندى ، اى لا شىء عندى ، او لا احد عندى ، ولا عليك ، اى لا باس عليك او لا شىء عليك على حسب القرائن ، ولا يتقدم خبرها على اسمها ولا عليها وان كان ظرفا او جارا ومجرورا ، فان فات عنها شىء من هذه الاحكام فليست بالنافية للجنس ، بل اما مهملة فبعدها المبتدا والخبر ، او المشبهة بليس فبعدها الاسم والخبر وتعمل عمل ليس.
الفصل الرابع
يجوز اعمالها عمل ان والغاؤها اذا تكررت ، نحو قوله تعالى : (يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) ـ ٥٢ / ٢٣ ، قرئ لغو وتاثيم بالفتح على ان تكون لا لنفى الجنس ، وقرئ بالرفع على ان تكون نافية ، وكذا قرئ بالفتح والرفع قوله تعالى : (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ ،) ومنه لا حول ولا قوة الا بالله و، يجوز الرفع فى بعض والفتح فى بعض كما وقع فى آية الحج كذلك على بعض القراءات ، وفى هذا الشعر.
فلا لغو ولا تاثيم فيها |
|
١٤٥٢ ولا حين ولا فيها مليم |
وليس من هذا الباب قوله تعالى : (لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ ،) فان لا فيها نافية لا لنفى الجنس لتقدم خبر الاولى على اسمها وكون اسم الثانية معرفة.
ثم ان لا المهملة عن العمل والمشبهة بليس تفيدان نفى الجنس ان كان ما بعدهما نكرة لان وقوع النكرة فى حيز النفى يفيد العموم.
٣ ـ لات
وهى لا النافية لحقت بها التاء للتوكيد ، وفى الاكثر يعمل عمل ليس ويحذف